معالم المنهج :
كيف تسـتـفـيد من هذا الكتاب

الحمد لله ، إن أحسن الحديث كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد ﷺ وكل محدثة في الدين بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار … وبعد

فإن المسلم يجب أن يدرك بأن مدار قبول الأعمال في الإسلام قائم على توافر شرطين أساسين هما أن يكون العمل خالصا لله تعالى، وأن يكون على هدي من الكتاب والسنة، فأما الشرط الأول فيتحقق بإصلاح النيات  لقوله ﷺ ( إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرؤ مانوى )

. ولذلك فإن أول ما يجب أن يتذكره كل مسلم هو أن يجتهد في إصلاح نيته ويجعل جميع أعماله خالصة لله تعالى، ومن ذلك دراسته أو تدريسه لهذا المنهج . وأما الشرط الثاني فيتحقق من خلال طلب العلم الشرعي وهذا ما يهدف هذا المنهج إلى تزويد الدارس به .

        فالعلم يجب أن يسبق العمل ، ولذلك كان طلب العلم فريضة على كل مسلم، كما قال ﷺ ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ). فما قد يشاهده البعض من بعض المسلمين  من تصرفات وسلوكيات تنافي أحكام الإسلام يعود في كثير من الأحيان إلى الجهل بتلك الإحكام، ويعود في أحيان أخرى إلى عدم عمل الفرد المسلم بما يعلمه وبذلك يكون علمه حجة عليه. فالمسلم لا يعذر دوما بجهله ، ومن هنا ،نأمل أن يحقق هذا المنهج الشرط الثاني ويطبق من يدرسه ما تعلمه في حياته. 

  خطوة خطوة

          الكثير من المسلمين الراغبين في التعلم، وخاصة المسلمين الجدد، يدفعهم الحماس لمحاولة تعلم كل شيء في أسرع وقت، وسريعا ما يتسرب الملل والإحباط إلى نفوسهم لأنهم لم يتعلموا كل ما يرغبون  فيه بسرعة ؛ ذلك ان تحصيل العلم يتطلب صبرا وجهدا ووقتا، ولذلك ننصحك بأن تتعلم بروية وشيئا فشيئا وخطوة خطوة ، فقليل مستمر خير من كثير منقطع ، ومن ثم فقد تم تصميم هذا المنهج بحيث تتعلم من خلاله بالتدرج، ولذلك تم توزيع موضوعاته على ساعات يمكن دراستها تدريجيا، وعلى فترة زمنية تتناسب مع ظروفك وقدراتك. وتحصيل العلم في الإسلام لا يقف عند حد أو عمر معين ، ولذلك يسعى المسلم لطلب العلم حتى آخر لحظة في حياته .

 

 

 

 

أهداف هذا المنهج

         قلما يجد طالب العلم وخاصة من المهتدين إلى الإسلام حديثا  منهجا شاملا ومتكاملا مصمما بطريقة تربوية ميسرة تساعده في فهم عقيدته وممارسة شعائر دينه وتطبيق الإسلام في جميع مناحي حياته ، ومن هنا ظهرت الحاجة لوجود مثل هذا المنهج الذي يمكن استعماله كمنهج دراسي لدارسين منتظمين، ويستطيع المسلم أن يستفيد منه حتى في حالة دراسته له لوحده، لأنه مصمم على طريقة الوحدات التعليمية وشيء من التعليم المبرمج ، وبذلك نرجو أن يكون هذا المنهج مفيدا لكل مسلم – وليس فقط للمهتدي حديثا- ليتعلم منه مايجب على المسلم معرفته من أمور دينه .

وفيما يلي أهم الأهداف التي نأمل أن يحققها هذا المنهج :

 

  1. تزويد المسلم بما يجب عليه معرفته من أمور دينه، كما جاءت فيها النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة.
  2. مسـاعدة المتعلم على تحصيل العلم بطريقة ميسرة ومنظمة تسير به خطوة بخطوة من خلال برنامج تعليمي قائم على الوحدات الدراسية.
  3. التركيز على شرح حديث جبريل عليه السلام بشأن أركان الإيمان و الإسلام مع شرح أكثر تفصيلا للطريقة الصحيحة لأداء العبادات كالصلاة والزكاة والصيام .
  4. بناء منهج تعليمي متكامل- بإذن الله تعالى- يمكن أن يدرس بمختلف طرائق التدريس ،من خلال فصل دراسي معتاد أو بطريقة التعلم الذاتي أو التعلم عن بعد.
  5. تعريف الدارس – وخاصة من غير الناطقين بالعربية – بالمصطلحات الإسلامية بصورة تدريجية كالصلاة والركوع والسجود وغيرها وتعويده استخدامها حتى يستغني عن استخدام المفردات الأجنبية التي تقابلها في معناها .

 

 

 

 

 

 

كيف تستفيد من هذا المنهج ؟

 

          إن هذا المنهج سيفيدك بإذن الله تعالى في أي مكان كنت فيه في العالم ، سواء بوجود من يقوم بتدريسك أو باعتمادك على التعلم الذاتي ، فهو مصمم بطريقة تربويه مبسطة مع الالتزام بتقديم محتوى علمي شرعي مستمد من الكتاب والسنة ومبني على الدليل .

 نحن نوصي بأن تبدأ بدراسة هذا الفصل التعريفي لهذا المنهج مما يساعدك على وضع الخطة التي تتناسب مع ظروفك الخاصة ، فمن خلاله تستطيع التعرف على ملامح هذا المنهج وخصائصه وأهدافه، وكذلك موضوعات المحتوى العلمي الذي يتضمنه ، كما تستطيع اختيار الطريقة المناسبة والمتاحة لك لدراسته ، إن الطريقة الأفضل للدراسة بلا شك هي أن تكون بصحبة مدرس تثق بعلمه يعلمك و يوجهك ولكن إذا تعذر ذلك عليك فيمكنك التعلم بنفسك تعلما ذاتيا .

         إن دراسة العقيدة – وهو ما تمثله دروس التوحيد – تتطلب دراسة واعية وفهما صحيحا ولذلك نؤكد أهمية دراستها على يد مدرس موثوق في علمه ودينه ومنهجه ولا يكفي الاعتماد على القراءة والتعلم الذاتي فقط . كما أن دراسة القرآن الكريم وأذكار الصلاة تحتاج إلى معلم تتعلم منه النطق الصحيح.

         ومما يتميز به هذا المنهج هو إمكانية الانتقال إلي أي موضوع تدعو الحاجة إلى سرعة الإلمام به ومعرفته ، فعلى سبيل المثال، إذا كنت على أبواب شهر رمضان المبارك تستطيع الانتقال إلى موضوع الصيام حيث تتعلم أحكام الصيام وكل ما يتعلق بشهر رمضان المبارك ، وكذلك إن كنت تخطط للحج ، يمكنك دراسة ما يتعلق بالحج وهكذا. ولذلك ننصحك بالاطلاع على فهرس الموضوعات الذي يتضمنه هذا العرض. وكذلك الاطلاع على جدول المحتويات الخاص بكل درس.

تعلم اللغة العربية

اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولذلك يجب أن  يحرص المسلم على تعلمها، وإن صعب عليه ذلك، فعلى الأقل تعلم القراءة حتى يتمكن من تلاوة القرآن الكريم، وهناك العديد من البرامج التي تستطيع من خلالها تعلم اللغة العربية و نسأل الله تعالى أن يساعدك هذا المنهج على تعلم مبادئ اللغة العربية. ولكن حاول أن تجعل من تعلم لغة القرآن هدفا تسعى إليه في حياتك.

 

 

متطلبات الدرس السابقة

في بدء كل درس ستتم الإشارة إلى المتطلب السابق لدراسته ،أي الدروس التي يجب على الدارس دراستها وإتمامها قبل البدء فيه ، وذلك أن بعض الدروس يبنى على ما سبقت دراسته، ولا تتم الفائدة المرجوة إلا باتباع هذه التعليمات ، فلا يمكن على سبيل المثال أن يتعلم الفرد الصلاة قبل معرفته بالطهارة والوضوء وهكذا . وقد تمت الإشارة إلى ذلك لأن الدارس الذي يتعلم ذاتيا يستطيع دراسة أي وحدة أو موضوع ومن ثم وجب تنبيهه على أن بعض الدروس تحتاج منه إلي دروس أخرى تمهد لها وترتبط بها.

الدروس المصاحبة :

في بداية كل درس تم تحديد بعض الدروس التي يفضل دراستها في نفس الفترة لارتباطها الوثيق به ولأن كلا من هذه الدروس يكمل بعضها بعضا .

أهداف الدرس :

إن لكل درس أهدافه التي تم تحديدها في بدايته ، وقد تمت صياغة هذه الأهداف بطريقة سلوكية، بحيث يستطيع المعلم و الدارس أن يعرفا الأهداف التي يسعيان لتحقيقها قبل بدء الدرس.

أجزاء الدرس :