الدرس الثاني : سنن الصيام وصيام التطوع

الدرس الثاني

سنن الصيام وصيام التطوع

 

الأهداف

في نهاية هذا الدرس ستكون           

 قادرا بإذن الله على أن :                

  • تعدد بعض سنن الصيام وآدابه            
  • تدرك فضل صيام التطوع
  • تدرك أهمية قضاء الصيام الواجب
  • تشرح كيفية قضاء الصيام لأصحاب الأعذار
  • تتذكر الأيام المندوب صيامها تطوعاً.

المكونات:

  • خبرات معرفية
  • تدريبات تحريريه
  • كلمات ومصطلحات

 

 

متطلب سابق : الدرس الأول من وحدة الصيام في المستوى الأول

 

 

 

 

 

ســـــنن الصيام وآدابه

هناك ســنن وآداب شرعها المصطفى عليه الصلاة والسلام وعدم الإتيان بها لا يؤثر في صحة الصيام، ولكن يحسن بالمسلم الحرص عليها اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه السنن التي حث عليها الشرع مايلي :

  1. الســـحور ، وهو مايتناوله الصائم من طعام أو شراب في آخر الليل وقبل طلوع الفجر ، لحديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ) ، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) ويفضل تأخيره قدر المستطاع.
  2. تعجيل الفطور وعدم تأخيره ، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ) ومِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:( قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: أَحَبّ عِبَادِي إِلَيّ, أَعْجَلُهُمْ فِطْراً ).
  3. أن يفطر على رطب أو تمر ، عن سلمان بن عامر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر ، فإن لم يجد ، فليفطر على ماء فإنه طهور ) ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم يكن رطبات فعلى تمرات ، فإن لم يكن حسا حسوات من ماء).
  4. الدعاء عند الإفطار ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أفطر يقول‏: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله” [.‏ وورد عن بعض الصحابة أنه إذا أفطر قال‏:‏ اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم.

 

  1. الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ، كما سبق أن رمضان شهر القرآن ، فعلى المسلم أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك.

 

 

 

 

صيام التطوع :

الصيام فضله عظيم وأجره وثوابه لا يعلمه إلا الله تعالى ، والصيام الواجب هو صوم شهر رمضان المبارك فقط ، ولكن الاسلام حث على صيام التطوع والنافلة لعظم فضل هذه العبادة كما مر معك في فضل الصيام ، ومن الأيام التي حث الشرع على صيامها ما يلي :

  1. صيام ست أيام من شهر شوال لمن صام رمضان ، فعَنْ أَبِي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهُ, أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, ثُمّ أَتْبَعَهُ سِتّا مِنْ شَوّال, كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ) .
  2. صيام يوم وإفطار يوم لمن يستطيع ذلك وهو صيام داود عليه السلام فقد جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن أفضل الصيام صيام داود : كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ” .
  3. صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع .
  4. صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ويفضل أن تكون الأيام البيض ، وهي 13، 14،15 من كل شهر هجري. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة، و أربع عشرة، و خمس عشرة   “.
  1. صيام يوم عرفة لغير الحاج ، ، عَنْ أَبِيْ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهُ, أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ, قَالَ: ( يُكَفّرُ السّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ , وَسُئِلَ عَنْ صَوْمَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ:  يُكَفّرُ السّنَةَ المَاضِيَةَ , وَسُئِلَ عَنْ صَومِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ, فَقَالَ: ذلِكَ يَوُمٌ وُلِدَتُ فِيْهِ, وَبُعِثْتُ فِيْهِ, وَأُنْزِلَ عَلَيّ فِيْهِ ).
  1. صيام عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من شهر محرم (الشهر الأول في العام الهجري) ، ويسن صيام يوم قبله أو يوم بعده ، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع” . وفي رواية قال: ” حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل – إن شاء اللَّه – صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم “. وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً”

قضاء الصيام لمن أفطر

إن إفطار يوم من رمضان بدون عذر شرعي إثم عظيم لا يعوضه صيام الدهر ، ولذا يجب على المسلم أن يحرص على الصيام ولا يفطر الا لعذر شرعي من مرض أو سفر كما سبق بيانه ، وإن ارتكب المسلم هذا الخطأ فعليه الإسراع بالتوبة وقضاء اليوم الذي أفطره والاجتهاد في الدعاء والعمل الصالح لعل الله يتوب عليه ، أما من أفطر لعذر شرعي فلا إثم عليه ولكن عليه قضاء الأيام التي أفطرها من رمضان في أسرع فرصة ممكنة بعد رمضان وزوال السبب ، وتفصيل ذلك مايلي :

  1. إذا أفطر الصائم أي يوم من رمضان لسفره أو مرضه الذي يرجى شفاؤه منه ، وكذلك المرأة بسبب الحيض و النفاس ، فإن عليهم قضاء الأيام التي أفطروها بعد رمضان ، ويفضل التعجيل في قضائها بعد رمضان وزوال سبب الفطر لقوله تعالى (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)
  2. من أفطر بسبب مرض مزمن لا يرجى شفاؤه ، أو لكبر سن لا يقوى به على الصيام ، فإن عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا ، وله أن يقدم وجبة طعام لمسكين كل يوم أو يجمع ثلاثين مسكينا في نهاية الشهر ويطعمهم .
  3. من جامع زوجته في رمضان فقد ارتكب إثما وعليه التوبة إلى الله تعالى وعتق رقبة ،فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين ، وإن لم يستطع فعليه أن يطعم ستين مسكينا.
  4. من مات قبل أن يقضي الأيام التي أفطرها من رمضان، فإنه يستحب لورثته قضاء الصيام عنه لحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهَا, أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ مَاتَ وَعَلِيْهِ صِيَامٌ, صَامَ عَنْهُ وَلِيّهُ 

ولا يبدأ المسلم أي صيام تطوع مثل الست من شوال أو غيره حتى يقضي مافاته من رمضان أولا ثم له أن يتطوع بماشاء ، كما يفضل التعجيل بقضاء ماعليه من صيام إبراء لذمته وإن تأخر إلى ماقبل رمضان الذي يليه فلا حرج في ذلك والله أعلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسئلة شائعة عن رمضان و الصيام

س1. إذا كنت في بلد يعتمد على الحساب في دخول رمضان ، هل أصوم مع الناس أو أتبع بلد آخر يعتمد على رؤية الهلال ؟

ج 1 هذا فيه خلاف بين العلماء والأصل في إثبات دخول شهر رمضان هو رؤية الهلال للحديث المتقدم “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” وهذا من سماحة الشريعة ويسرها, لكن إن كان ولي الأمر في بلد ما أو هيئة أو مركز إسلامي يرون اعتبار الحساب الفلكي فيتبع المسلم أهل بلده لأن الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس كما في الحديث الصحيح.

س2. إذا صمت في بلد بدأ الصيام بعد اليوم التاسع والعشرين من شعبان وسافرت أثناء رمضان إلى بلد بدأ الصيام بعده بيوم وبقيت إلى نهاية الشهر ، هل أفطر مع البلد الذي بدأت فيه الصيام أو مع البلد الذي سافرت إليه ، وماذا أعمل إذا كمل شهر رمضان في البلدين ، هل أصوم 31 يوما .

ج.2 العبرة في الصوم موافقة أهل البلد الذي يقيم فيه الصائم ولا عبرة بالابتداء لكن لا ينقص الشهر عن تسعة وعشرين يوما بل يوافق أهل البلد ثم يكمل الشهر تسعة وعشرين، فمثلاً شخص ابتدأ صوم رمضان في المملكة ثم سافر لليابان ودخل عليه شوال في اليابان لكن مجموع أيام صيامه ثمانية وعشرين فنقول أفطر مع الناس يوم العيد ثم أكمل صوم رمضان يوما واحدا لأن الشهر الشرعي لا ينقص عن تسعة وعشرين ؛ ولو زاد عن ثلاثين يوما في البلد الذي سافر إليه فإنه يصوم واحدا وثلاثين ويوافق أهل البلد للحديث الصحيح “الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون”. والله أعلم

س3. إذا نويت الإفطار لأني حجزت للسفر في اليوم التالي ، ثم لم أسافر فما حكم صيامي لهذا اليوم؟ ومتى يجوز لي الإفطار في السفر؟

ج3.لا يترخص المسافر برخص السفر إلا إذا فارق مساكن بلده ولا يجوز له الفطر وهو مقيم لم يسافر، وعليه فإن نية الإفطار هذه خطأ ويجب عليك قضاء هذا اليوم لأن من نوى الفطر فقد أفطر ولو لم يتناول أياً من المفطرات والله أعلم .

س4. هل الأفضل الصيام في السفر أم الفطر للمسافر في الطائرة وعدم وجود المشقة ؟

ج4. إذا لم توجد المشقة فالأفضل للمسافر أن يتم صومه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلباً لبركة  زمان  شهر  رمضان، ولأن صوم الأداء أفضل من صوم القضاء.

 

تدريبات تحريرية

س1. أكمل ما يلي :

  • من أفطر يوما من رمضان بغير عذر يجب عليه …………. و  ……………..
  • من جامــع زوجتـــه في نهار رمضان فإن عليه أن …………………………… فإن لم يجد ………………………. فإن لم يستطع ……………………………..

س2. اذكر بعض السنن المستحبة للصائم :

  1. ….……………………………………………………….………………………
  2. …………………………………………………………………………………
  3. …….……………………………………………………….……………………

 

س3. اذكر ثلاثة أوقات يستحب فيها صيام التطوع :

  1. ………………………………………………………………………………………………………………
  2. ……………………………………………………………………………………………………………….
  3. ………………………………………………………………………………………………………………

 

س4. ماذا يعمل من لا يستطيع الصيام لكبر سنه أو لمرضه مرضا لا يرجى شفاؤه منه ؟

…………………………………………………………………….. ……………………………………………..